2.10.06

مفدي زكريا ء

كتاب جديد بتفاصيل دقيقة لم تكن معروفة من قبل
مفدي زكريا من خلال تقارير الإدارة الإستعمارية الفرنسية
.
عبد المجيد رمضان
.
صدر حديثا للمؤلف صالح ابن ادريسو كتاب باللغة الفرنسية عن مفدي زكريا من خلال تقارير الإدارة الإستعمارية الفرنسية، ويتناول فيه الكاتب حياة وشخصية الوطني الثوري مفدي زكريا من زاوية مختلفة برؤية جديدة، معتمدا على أرشيف الإستعمار الفرنسي بعد أن تحصل على وثائق عديدة من مركز الأرشيف لما وراء البحر بأكس أن بروفونس بفرنسا,
الكتاب من الحجم المتوسط يحمل في ثناياه وثائق تاريخية هامة حول الحقبة الإستعمارية وحول حياة مفدي زكريا ونضاله خلال تلك الفترة وقد تطلبت من الباحث للوصول إليها جهودا معنوية ومادية كبيرة، مما يعزز قيمة هذا البحث، وخاصة وأنه يتناول وقائع وتفاصيل دقيقة بالزمان والمكان لم تكن معروفة في وقت سابق.

قسّم صاحب الكتاب بحثه إلى ثلاثة أقسام، خصص قسمه الأول لمسار مفدي زكريا في النضال حسب التسلسل الكرونولوجي للأحداث بداية بسنوات الشباب ثم بمرحلة النضال السياسي من نجم شمال إفريقيا إلى حزب الشعب الجزائري ثم مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية.

وتوقف الكاتب في القسم الثاني من بحثه في ثلاثة أحداث إعتبرها غير معروفة بشكل كاف، وهي انتخابات النيابة في المجلس الجزائري سنة 1948 والملابسات المتعلقة بتلك الإنتخابات حيث تنافس مفدي زكريا باسم المحافظين مع الشيخ بيوض ممثل التيار الإصلاحي بمنطقة غرداية، ثم تطرق الباحث إلى أحداث مقاطعة بعض سكان الشمال القسنطيني والعاصمة للتجار الميزابيين من جوان 1955 إلى أفريل 1956، وهي المقاطعة التي سببها بعض المصاليين بإيعاز من الإدارة الفرنسية لأحداث شرخ بين الجزائريين في عز الثورة ضد الإستعمار، وأبرز المؤلف دور مفدي زكريا بدعم من جبهة التحرير الوطني في حل تلك المشكلة، الوفقة الثالثة التي سجلها الكاتب تتمثل في تأليف مفدي زكريا للنشيد الوطني "قسما" مبرزا ظروف تلحينة واعتماده من طرف جبهة التحرير نشيدا رسميا للثورة الجزائرية.

أما القسم الثالث من الكتاب فهو عبارة عن ملحق بيوغرافي للشخصيات المذكورة في البحث وملحق لنسخ لثمان وعشرين وثيقة حول حياة ونضال مفدي زكريا استخرجها الباحث من مركز الأرشيف بفرنسا والتي وظفها في بحثه.

الكاتب صالح ابن ادريسو بفضل هذا البحث القيم، يكون قد أثرى المكتبة التاريخية سواء على مستوى وادي ميزاب أو على المستوى الوطني بعمل منهجي وموضوعي، حيث تجنب الخوض في بعض التفاصيل التاريخية نظرا للتحفظ الذي أبداه إزاء بعض التقارير الفرنسية التي تستدعي، كما قال المؤلف، التحري والبحث الميداني وضرورة التقرب من المصدر الشفوي، أي من صانعي الحدث وشهود عيان، وهذا عكس ما ذهبت إليه مؤخرا كتابات تاريخية مغرضة إعتبرها الرأي العام المحلي تجنيا على شخصيات إصلاحية ثورية مناضلة بمدينة غرداية.
الشروق، الخميس 24 أوت 2006 الموافق لـ 30 رجب 1427، عدد 1773، ص. 17، محور الثقافة.


النسخة الكاملة للكتاب في موقع : ء
Disponible sur  : www.eboxeditions.com

Pour nous contacter : contact@eboxeditions.com

Aucun commentaire: