BENDRISSOU Salah,
ابن ادريسو صالح، ميزاب والإباضية في الدراسات البولونية، مسيرة مدرسة وحصيلة قرن، (1882-1992)، 50 ص.
لقد تعوّد معظم المسلمين التشنيع على المستشرقين والنظر إلى دراساتهم على أنها عبارة عن مؤامرات ونوايا مبيتة ضد الإسلام والمسلمين، حتى أُخذت عنهم صورة قاتمة، ومع ذلك لم يستغن أحد منا عما قدموه لنا من بحوث، وظل الكثير عالة على جهودهم.
وهذا الإجحاف الناتج أحيانا عن التزمت والتعصب، لا يعبر إلا عن إفلاس فكري وكأن لسان حال هؤلاء يقول "أهل مكة أدرى بشعابها"ـ وبدل أن نبحث عن علة المتن ونقد المحتوى، فإننا نبحث عن علة الرجل وانتماءاته الدينية والسياسية، وكأن هتك أعراض هؤلاء مباح لنا ولا حرج فيه. حتى أصبح "المتفوق فينا" هو الذي يتنافس وبكل "عنترية" في كيل التهم أكثر لهؤلاء الباحثين المستشرقين، ثم يحتسب أجره عند الله.
هذه القطيعة لا تخدم تراثنا ولا تعيننا على تصدير ثقافتنا إن كنا نعتز بها. وهذه المعاملة هي الاتجاه الغالب عند المسلمين عندما يتعلق الأمر بالمستشرقين.
مقابل هذا التعتيم والتجاهل، تنطلق حناجرنا بالصراخ حين يشيد أحدنا بأعمال المستشرقين. يكفي -فقط- لتحطيم مفكر خالفك الرأي أو خالف الرأي السائد أن تشير إلى أنه تعلم في الغرب، حتى ينهار صرحه، فتحسب عليه كل هفوة صدرت عنه.
لم تكن المدرسة الإباضية بدعا من غيرها عندما استقطبت الكثير من الدراسات الاستشراقية وأثارت اهتمام النقاد والباحثين. ومعظم تلك الدراسات لا تختلف عن غيرها في الهدف : فمنها أولا؛ السياسية الاستعمارية مثل الدراسات الاستكشافية العسكرية. ومنها ثانيا؛ الدينية التنصيرية مثل دراسات الآباء البيض. ومنها ثالثا وأخيرا؛ -وهي الغالب- البحوث الأكاديمية بدافع الاطلاع والاكتشاف وهي محور حديثنا.
الدراسات الاستشراقية مميزة في مناهجها و طابعها ونشاطها.
فبحكم دراسات هؤلاء المعمقة كان من حقهم بل من واجبهم إبداء وجهة نظرهم أو تقديم نقد. لكن قاعدة المسلمين هي كل انتقاد يعتبر طعنا. و كأنه ليس بوسعنا الرد على النقد إلا بالشتائم. ثم لا ننس أنما ينشره هؤلاء عن الإسلام عموما إنّما يكتبونه اعتمادا على ماكتبه المسلمون أنفسهم.
فبحكم دراسات هؤلاء المعمقة كان من حقهم بل من واجبهم إبداء وجهة نظرهم أو تقديم نقد. لكن قاعدة المسلمين هي كل انتقاد يعتبر طعنا. و كأنه ليس بوسعنا الرد على النقد إلا بالشتائم. ثم لا ننس أنما ينشره هؤلاء عن الإسلام عموما إنّما يكتبونه اعتمادا على ماكتبه المسلمون أنفسهم.
ولا حاجة لنا إلى التذكير بما كتبه المسلمون عن غيرهم من المذاهب الإسلامية، فهو أشد بأسا مما صدر عن المستشرقين. فضربات المسلمين بعضهم بعضا هي أقسى فى الحقيقة من ضربات غيرهم. ولقد كان للإباضية النصيب الأوفر من التشويه والتضليل وكيل التهم الباطلة لهم، فكان ذلك وبالا عليهم، لا يزال دخانه يتصاعد، بل ويكفي النفخ فيه لإضرامه من جديد.
إذن، فمن الذي شوّه صورة الإباضية ؟ ومن الذي غذّى الصراع المذهبيّ بين المسلمين؟ فرغم ما قدم هؤلاء المستشرقون من جهد فلا تقع أعين بعض المسلمين إلا على القمامات، لأنهم بكل اختصار قوم متخصصون في السيئات.
ونجد في مقدمة هؤلاء المستشرقين مدارس كبرى، منها ما كان اختصاصها في العقيدة ومنها في اللغة ومنها في التراث الشعبي والمخطوط وغيرها. أو جمعا بين هذا وذاك.
أما عن المدرسة البولونية (أو البولوندية) فهي عبارة عن سلسلة دراسات متصلة تعبّر عن إرث ثقافي من أستاذ لتلميذه لمواصلة خطى تلك المسيرة العلمية. ولقد لجأ البولونيون عند دراستهم للتاريخ إلى مصدر هام هو النصوص التاريخية من وثائق ومخطوطات. وامتدت دراساتهم من إفريقيا الشمالية إلى الجنوب من: موريطانيا، النيجر، مالي وتشاد.
تشكلت سلسلة هذه المدرسة خاصة من الثلاثي : موتيلانسكي المتخصص في العقيدة واللسانيات، مرورا بسموقورزفسكي الناقد والجامع للمخطوطات الإباضية و انتهاء بليفيتسكي المؤرخ والمحقق.
كان موتيلانسكي أول من وضع اللبنة فشكل النواة الأولى لانطلاق هذه المدرسة. لقد كان ذا موهبة في اللغات التي كانت أداة اتصال ومفتاح لتمتين الصلة وإرساء الثقة بينه وبين أعيان القبائل. وكان من الأوائل الذين نقبوا في المخطوطات الإباضية ودققوا في كتب السير. فقام بنشر أول دراسة له حول الاتفاقات في جريدة المبشر سنة 1884. ثم دفع به فضوله لمدّ بحوثه لتغطية مناطق تواجد الإباضية الأخرى، فتلتها دراسات عن جربة ونفوسة في اللسانيات والتاريخ. وخلال مدة ربع قرن استطاع جمع أهم وثائق ومخطوطات التي تزخر بها الصحراء.
وجاء بعده الباحث الشاب سموقورزفسكي، فكان الركيزة الثانية لهذه المدرسة وحلقة هامة في امتدادها وبعث نفَسِها. واصل سموقورزفسكي رسالة موتيلاسكي فقام هو الآخر بأعمال ميدانية دون أن يتفرغ كثيرا للنشر، فقام بأول زيارة له للجزائر سنة 1913. ولقد مهدت تركته العلمية بعد موته المفاجئ، لبحوث تلميذه ليفيتسكي وهو المتخصص في السير والتراجم. فكان همزة وصل بين موتيلانسكي وليفيتسكي.
وبفضل هذا الأخير، تم تتويج هذه البحوث بأهم الإصدرات، بدء من سنة 1929 في أول دراسة علمية له إلى غاية 1993. فترك كما هائلا من بحوث قيّمة من بين كتاب ومقال و ترجمة. فأظهر ملامح المدرسة البولونية واتجاهاتها ورفع قواعدها وأثبت جدارتها إلى جانب المدارس الاستشراقية الكبرى.
وتمتاز مؤلفات هذه المدرسة، مثل معظم المستشرقين بالدقة والإلمام واعتماد النصوص المصدرية المعتمدة لدى أصحابها واستخراجها من مظانها. فكانت دراسات بِكرا في معظمها بعيدة عن المواضيع المجترة والتعميمات التي لا طائل من ورائها.
ويجمع الثلاثةَ الاهتمامُ بالتراث الإباضي، ويبقى سمورزفسكي الوحيد الذي أعطى كل اهتمامه وطاقته لجمع ودراسة هذا التراث. ولقد حاول وضع "معجم" للمؤلفات الإباضية.
ابن ادريسو صالح
محتوى الدراسة :
1) فضل الإستشراق على الاسلام.
لقد كُـتِب الكثير عن "سموم" المستشرقين فماذا عن فضائلهم ؟
المدرسة الإباضية في الدراسات الإستشراقية.
2) نموذج المدرسة البولونية.
المخطوطات العربية في الجامعات البولونية.
أقطاب المدرسة البولونية.
· موتِـلانْسكي (1854-1907)
MOTYLINSKI G. A. de CALASSANTI-
مجموعة مخطوطات موتيلانسكي.
· سمـوقورْزِفسْـكي (1884-1931)
SMOGORZEWSKI Zygmount
مجموعة مخطوطات سموقورزفسكي.
· ليفيـتسْكي (1906-1992)
LEWICKI Tadeusz
مجموعة مخطوطات ليفيتسكي.
3) حصيلة الاعمال.
· دراسات موتِـلانْسكي.
· دراسات سمـوقورْزِفسْـكي.
· دراسات ليفيـتسْكي.
4) مصادر البحث (ببليوغرافيا).
الكتاب منشور في موقع :
www.eboxeditions.com
للاتصال بنا :
- MOTYLINSKI G. A. de CALASSANTI- (1854-1907)
- SMOGORZEWSKI Zygmount (1884-1931)
- LEWICKI Tadeusz (1906-1992)
الكتاب منشور في موقع :
www.eboxeditions.com
للاتصال بنا :
eboxeditions@gmail.com
ملاحظة : سنقوم بحول الله بنشر جميع دراسات موتيلانسكي وسموقورزفسكي في موقع إيبوكس للدراسات التراثية والاكاديمية. أما دراسات ليفيتسكي فهي حديثة العهد وحقوق المؤلف لا تزال سارية.
في هذه الدراسة المختصرة لم نقم بحصر جميع أعمال لفيتسكي واقتصرنا على ذكر 114 عنوانا فقط. وسنفرد له بحثا إضافيا مستفيضا. ولقد أحصينا له قرابة 470 عملا، يعتبر معظمه دراسات مصدرية في مواضيع تاريخية تراثية ولسانية، بين كتاب وتحقيق، و بحث في دوريات متخصصة و دراسة مادة أو ترجمة علَم في موسوعة. خاصة باللغات الفرنسية، البولونية، الإنجليزية والإيطالية.
فمنذ أول إصدار له سنة 1929، لا تكاد تخلو سنة من إصدار علمي له إلى غاية سنة 1993.
من مجموع هذه الاعمال، نجد حوالي 65 عنوانا مباشرا خاصّا بالإباضية و حوالي 30 آخر في دراسة غير مباشرة عن الإباضية. ولقد تُرجم بعض منها إلى العربية، منها ما نشر ومنها ما لم ينشر.
في هذه الدراسة المختصرة لم نقم بحصر جميع أعمال لفيتسكي واقتصرنا على ذكر 114 عنوانا فقط. وسنفرد له بحثا إضافيا مستفيضا. ولقد أحصينا له قرابة 470 عملا، يعتبر معظمه دراسات مصدرية في مواضيع تاريخية تراثية ولسانية، بين كتاب وتحقيق، و بحث في دوريات متخصصة و دراسة مادة أو ترجمة علَم في موسوعة. خاصة باللغات الفرنسية، البولونية، الإنجليزية والإيطالية.
فمنذ أول إصدار له سنة 1929، لا تكاد تخلو سنة من إصدار علمي له إلى غاية سنة 1993.
من مجموع هذه الاعمال، نجد حوالي 65 عنوانا مباشرا خاصّا بالإباضية و حوالي 30 آخر في دراسة غير مباشرة عن الإباضية. ولقد تُرجم بعض منها إلى العربية، منها ما نشر ومنها ما لم ينشر.
Disponible sur : www.eboxeditions.com
Pour nous contacter : contact@eboxeditions.com
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire